مما ينبغي على الصحفي معرفته قبل ممارسته هذه المهنة الرائعة الوعي باخلاقيات الصحافة حيث أن هذه الأخلاقيات هي بمثابة النور الذي ينير الطريق لمن يسير في هذا الطريق فلو أن أحدنا مشى في الطريق المظلم ولم يحمل معه المصباح الذي يضيء له الطريق فماذا نتوقع أن يحصل له في هذا الطريق بالتأكيد أننا نتوقع له كثرة السقوط في حفر الطريق وأشراكه فكذلك الصحفي لابد له من نور يضيء طريقه وهذا النور ليس نور المصباح هذه المرة إنما نور أخلاقيات مهنة الصحافة .
أخلاقيات الصحافة تششمل جوانب عدة فمنها ما يخص الصحفي ومنها لها علاقة بالبيئة التي يعمل بها الصحفي فمن هذه الأخلاقيات الدقة والمصداقية في نقل الأخبار حيث أننا نعلم أن القلم الذي يحمل بداخله حبراً نقياً فإنه يكتب لنا خطوطاً نقيه واضحة سهلة القراءة وكذلك الصحفي الذي يتمتع بالمصداقية وأخلاقيات العمل الصحفي فهو يكتب لنا أخباراً صحفية نقية كنقاء حبر القلم الذي يكتب به .
الحرية الصحفية شيء جميل ولكن الأجمل أن تكون حريتنا الصحفية لا تسلب الآخرين حريتهم ولا تتعدى على حقوقهم وهذا التوازن هو المطلوب في العمل الصحفي .
عدم التحلي بأخلاقيات العمل الصحفي هو بمثابة الحفرة التي يحفرها شخص ليوقع بها الآخرين وإذا به يمشي في الطريق الذي حفر به الحفرة دون أن يعرف موقعها فيقع بها وربما تنتهي حياته في تلك الحفرة التي حفرها لغيره وهذه أهم المشاكل التي تواجه من لا يتصف بأخلاقيات العمل الصحفي فهو يقع في الأخطاء باستمرار .
حب نقل العلم والأخلاقيات للآخرين أمر ممتع وبالأخص نقل المعلم لهذه المعارف لطلابه ونقل هذه المعارف والأخلاقيات يحتاج لإبداع في طرق إيصال هذه الأخلاقيات للمتعلم فتقبل الآخرين للمعرفة ليس دائماً بسبب جودة المعرفة المنقولة فقط وإنما الإبداع في النقل له دور كبير في تقبل الآخرين لهذه الأفكار والأخلاقيات .
ولأجل أن نصل لخلق جيل واع بأخلاقيات العمل الصحفي ينبغي أن يكون معنا صحفيون يتصفون بهذه الأخلاقيات ليكونوا قدوة للجيل القادم وابراز هذه القدوات الصحفية إعلامياً وتهيئة الأجواء لهم للإلتقاء بهذه الأجيال الصاعدة في مجال العمل الصحفي .
وأخيرا فلنتذكر دائماً
الحديث الشريف (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق